تصريح صحفي بمناسبة الذكرى الخامسة لاعلان كتائب ثورة العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ)(آل عمران: من الآية152)

الحمد لله مولي الخير والنعم ودافع الشر والبلوى مع النقم والصلاة على المختار سيدنا صدوق الفعل والكلم وعلى أصحابه الأبرار، الحاملون لدين الله في القِدَم. وبعد

ها هو الزمان قد استدار دورته ومضت سنون تغير حالها منذ أولها ولا زال يتغير, وتمضي سنة الله في الأرض ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج: من الآية40)

فيثبت الله جنده الذين اختارهم للتكليف الأسمى والأشرف ليردوا العدو الصائل المنتهك للدين والحرمات والأرض والعرض.

مضت خمس سنين منذ أن أعلنت كتائب ثورة العشرين عن نفسها سيف بتارا يُقطع أوصال المحتل , حده الإسلام ونصله (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) وقبضته الوطن الغالي عراقنا الأغر، سابقة إلى رضوان الله والدفاع عن الدين والأرض.

مضت خمس سنين وبنعمة من الله وفضل فالحال - رغم الابتلاءات والمحن – لم يتغير عندنا أما حال المحتل ومشروعه المسخ وعملائه الصغار فمن سيء إلى أسوأ. يقول تعالى : (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) (التوبة:52) وتجاوزنا بفضل من الله وتثبيت منه المحن والمكائد اما الاحتلال فقد مني بالهزيمة تلو الهزيمة والخيبة تلو الخيبة.

مضت خمس سنين ونحن نقاومكم ونراقب تخبطاتكم السياسية والعسكرية ونعلم أنها ليست الا نزعات جسد بلي تخرج منه الروح وأنها نهايتكم قد اقتربت بأذن الله,

مضت خمس سنين وقد أدرك عملاؤكم أنهم ليسوا إلا كماشة نار تدفعونهم ليموتوا بدلا عنكم وإنهم ليسوا إلا دمى خشبية ستسقط بسقوط الأيادي التي تحركها.

مضت خمس سنين وقد عزمنا بعد التوكل على الله أن نلقنكم دروسا:

أولها: أن (( الدم الدم والهدم الهدم )) كما قال رسولنا وقائدنا صلى الله عليه وسلم وأننا لن نلقي السلاح ما دمتم تحاربون ديننا وتحتلون أرضنا وتنتهكون أعراضنا. وأن العبرة في الأمور بخواتيمها.

ثانيها : أن صنم الوهم الذي صنعتموه من الشمع قد بدأ بالذوبان ما أن مسته لفحات ضرب الكتائب فلا يغرنكم وعود كاذبة وكلام مقطوع ليس له على الأرض وصل و لا تحلموا بتطويعنا والسيطرة على أرضنا ، وأن كان لكم أن تحلموا بشيء فلكم أن تحلموا بانسحاب بأقل الخسائر.

ثالثها: أن سلاحا بأيدينا سيظل بإذن الله ينفجر بوجوهكم وأن رصاصا ينطلق من بنادقنا لن يستقر إلا في صدوركم أو دفاعا عن النفس وأننا لن ننسى أنكم العدو الأول وأننا لن نخدع بمحاولاتكم الغبية لحرف المسيرة وتغيير الاتجاه المقاوم.ورغم ذلك لن نرحم من استخفى وراءكم ليقاتلنا وينتقم لتاريخ مضى ولن نرحم من كان لكم عونا وسندا مهما كان انتماؤه والله معنا وهو نعم المولى ونعم النصير.

مضت خمس سنين وأهلنا يقاسون اشد المعاناة ولا يسمعون سوى الوعود بالمنجزات وعلى الأرض لا نرى سوى الويلات. أهلنا الذين كانوا ولا زالوا هم الحاضنة والمرتكز لكل الأفعال المقاومة وهم الذين كانوا ولا زالوا الحضن الدافئ للمقاومين المجاهدين الصابرين.

أهلنا ورفعة رؤوسنا الذين حاربنا من أجل عزهم ودافعنا عن دمائهم وأعراضهم أن تنتهك ونعتز بذلك ونفتخر وانه لعز وأي عز وأنه لشرف وأي شرف وانه لواجب لا بد من أدائه ودَين لا مناص من قضاءه . فإنما نحن أولادكم وإخوانكم وأبناء أخواتكم وإنما هي أرضنا وأرضكم التي نحرر وعدونا وعدوكم الذي نقاتل ونطرد.

ويا أبطال الصراع ويا أمل الأمة ويا من بعتم أعماركم وأيامكم لله عز وجل على مدى السنوات الخمس الماضية، لقد انعم الله عليكم بنعمة كبيرة فأختاركم لحفظ الدين والأرض فكونوا بارك الله بكم على قدر المسؤولية فأن اشتداد الأزمة هو اعترافها بقرب زوالها وان أحلك ساعات الظلام من الليل هي التي تسبق الفجر الصادق. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الأنفال:45)

وعهدا الى ابناء امتنا اننا سنواصل درب الجهاد وان الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وانها لاحدى الحسنيين النصر او الشهادة. فهذا هو عهدنا لكم ولنا عليكم ان تنصرونا بالدعاء والايواء والمساندة.

كل عام والله ينصركم ويثبت أقدامكم.

كل عام وأنتم أيها المجاهدون أمل الأمة وفخرها.

كل عام وأعداؤكم المحتلون بأسوأ حال.

الله اكبر والعزة للاسلام واهله

والله مولانا ولا مولى لهم

جبهة الجهاد والتغيير
كتائب ثورة العشرين
المكتب الإعلامي
‏الأربعاء‏، 09‏ جمادى الأولى‏، 1429
‏14‏/05‏/2008