مراقبون يحذرون من حرب طاحنة كبيرة في جنوب العراق

مراقبون يحذرون من حرب طاحنة في جنوب العراق

المختصر/

وكالة يقين / توقع مراقبون سياسيون ان تحصل مواجهات اعنف من المواجهات الجارية بين القوات الحكومية وميليشيا جيش المهدي ربما تلقى بتبعاتها السلبية على واقع الحياة العراقية فيما تتكتم مصادر الحكومة على حجم الخسائر البالغة جراء المواجهات العنيفة وتمنع وسائلل الاعلام من كشف المستور.

واكد المراقبون والمحللون الستراتيجيون ان المدن الجنوبية وبخاصة التي يقطنها الشيعة تحديدا يتوقع ان تخضع لواقع امني صعب في الفترة المقبلة قد تعيد ماساة ابناء المناطق السنية خلال السنوات الماضية جراء التناحر المسلح بين الاطراف الشيعية – الشيعية على اثر التنافس على المال والمناصب.

ويتخوف المواطنون ان تشهد مناطق الرصافة من العاصمة بغداد قتالا عنيفا بين الصدريين من جهة والمجلس الاعلى والدعوة المتوغلين في السلطة من جهة اخرى .

وقال اللواء الركن خالد حمادي في الجيش العراقي السابق ان العراق يمر باصعب ظرف بالوقت الحاضر ولا سيما شيعة العراق بعد الاقتتال العنيف بين جماعة الصدر المتوغلين في اجهزة الشرطة والجيش مع قوات ميليشيا بدر والمجلس الاعلى والدعوة المتوغلين ايضا في الاجهزة العسكرية والامنية وهذا قد يجعل مهمة الحكومة صعبة في السيطرةعليه .

وتتوقع مصادر حكومية ان يفرض حظر التجوال في العاصمة بغداد لوقف الاقتتال والسيطرة على الوضع المتفجر.

وكانت عدة مدن في جنوب العراق خضعت لقرار السلطات الحكومية بفرض حظر التجوال على حركة المواطنين جراء تداعيات الوضع المتازم.

وأعلن رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب الحكومي ، الثلاثاء، عن تعليق الكتلة مشاركتها في اجتماعات المجلس حتى يتم "إيقاف استهداف" أعضاء التيار الصدري.

وقال رئيس الكتلة وعضو مجلس النواب الحكومي نصار الربيعي، خلال الجلسة التي عقدها البرلمان اليوم الثلاثاء إن الكتلة الصدرية تعلن تعليق مشاركتها في اجتماعات المجلس، إلى أن يتم إيقاف استهداف أبناء الخط الصدري.

وكان التيار الصدري بدأ، أمس حملة عصيان مدني في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، ثم امتد إلى جانب الرصافة.

وشوهدت في عدد كبير من أحياء العاصمة سيارات تدعو المواطنين عبر مكبرات الصوت إلى إقفال محالهم والتضامن مع حملة الصدريين، التي تستهدف الضغط على الحكومة للإفراج عن المعتقلين من التيار ووقف ملاحقتهم.

وقال الربيعي خلال مؤتمر صحفي عقده في قصر المؤتمرات إن التيار الصدري يعلن عن توسيع عمليات العصيان المدني ليشمل جميع محافظات العراق، ومن ضمنها جانب الرصافة من بغداد وكافة أنحاء البلاد.

ودعا رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان جميع المواطنين إلى مؤازرة هذا العصيان مطالبا الحكومة بـ "تنفيذ المطالب التي أعلن عنها التيار الصدري سابقا.

وتحوز الكتلة الصدرية على30 مقعدا في مجلس النواب من إجمالي الأعضاء البالغ عددهم 275 عضوا، فضلا عن مقعدين لقائمة (رساليون) المناصرة للتيار.

وخلال المناقشات التي دارت في جلسة البرلمان امس أشار عدد من النواب إلى الوضع الأمني المتدهور في مدينة البصرة، ودعا النائب تحسين حميد إلى حل المشاكل عن طريق الحوار.

وطالب القيادي في التيار الصدري النائب بهاء الأعرجي جميع الأطراف التصدي للاطراف التي لا تريد الخير للعراق في اشارة للمجلس الاعلى والدعوة ابرز خصوم الصدريين. وتشهد مدينة البصرة ثاني أكبر المدن العراقية 590 كلم جنوب بغداد مواجهات عنيفة مسلحة بين القوات الحكومية ومجاميع من المسلحين، منذ مساء الإثنين قتل خلالها (15) مدنيا، فضلا عن نحو مئة جريح.

وتأتي المواجهات بعد ساعات قليلة من إنطلاق خطة (صولة الفرسان)، التي فرضتها الحكومة العراقية على المدينة منذ مساء الإثنين، ما أدى إلى تعطل الحياة تماما وانقطاع حركة السير ومكوث المواطنين في منازلهم في أغلب مناطق مدينة البصرة وضواحيها.

من جهته قال عضو مجلس النواب الحكومي عن الكتلة الصدرية أحمد المسعودي إن الكتلة قررت عدم حضور جلسة مجلس النواب الثلاثاء احتجاجا على استهداف المدنيين، وحملات الاعتقال التي يتعرض لها أنصار ومؤيدي التيار الصدري في أغلب محافظات العراق.

وحول مدة تعليق المشاركة في جلسات البرلمان، أضاف المسعودي قائلا السقف الزمني لتعليق مشاركتنا مرتبط بمدى تطور الأحداث في العراق، سلبا أو إيجابا.

وكان الصدريون دخلوا انتخابات البرلمان، قبل نهاية العام 2005، كأحد مكونات الائتلاف العراقي الموحد، وهو تحالف شيعي يضم أيضا حزب الدعوة الذي ينتمي إليه نوري المالكي، والمجلس الأعلى الإسلامي الذي يرأسه عبد العزيز الحكيم.

لكن الصدريين الذين كانوا أبرز الداعمين لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لدى تشكيل حكومته في نيسان/ أبريل من العام 2006 اختلفوا معه بسبب استهدافهم في خطة فرض القانون التي اعلنت من قبل الجيش الامريكي وحكومة المالكي في شباط / 2007 وقرروا سحب وزراءهم الستة من الحكومة في نيسان/ أبريل من العام نفسه .

كما قررت الكتلة البرلمانية للتيار الصدري الإنفصال عن كتلة الائتلاف في أيلول/ سبتمبر الماضي، إثر تفاقم الخلافات بينهم وبين بقية أطراف الائتلاف خاصة المجلس الأعلي، والتي اتهموها بتعمد تهميشهم وعدم التشاور معهم حول القرارات المهمة والمصيرية.

وأصبح نواب التيار الصدري الـ (30) يشكلون كتلة مستقلة داخل البرلمان، ومعهم نائبا قائمة رساليون.وكان المتحدث باسم التيار الصدري مازن الساعدي ان الاعتصام والعصيان المدني سيتواصل الى مدن اخرى حتى يتم إطلاق سراح جميع معتقلي التيار وإيقاف المداهمات، وقيام الحكومة بتقديم اعتذار رسمي عن هذه الاعتقالات.

وهدد الساعدي بما وصفه بـ "خيارات أخرى" إذا لم تستجب الحكومة لهذه المطالب، دون أن يحدد طبيعة تلك الخيارات. وعلى صعيد مدينة بابل قال مصدر مسؤول في قوات الشرطة ان حظرا للتجوال فرض بعد ظهر الثلاثاء في مركز محافظة بابل وتوابعها تحسبا لاية حوادث على خلفية المواجهات المسلحة الناشبة جنوبي العراق بين قوات الحكومة وميليشيا الصدر.

واوضح المصدر ان الشرطة قررت فرض حظر التجوال على خلفية تدهور الوضع الامني في بعض محافظات الجنوب.

واوضح ان الاجهزة الامنية وضعت في حال الاستنفار القصوى ونشرت قطعا من المدرعات العسكرية في تقاطعات بمدينة الحلة.وتشهد البصرة منذ الاثنين مواجهات مسلحة عنيفة بين القوات الحكومية ومجاميع من المسلحين قتل خلالها 15 مدنيا ومئة جريح وفقا لبيانات الداخلية التي شكك في صحتها . وذكرت مصادر اعلامية ان مدينة الكوت سقطت بيد جيش المهدي لكن مصادر من الشرطة الحكومية قالت إن أتباعا مسلحين للصدر سيطروا على خمسة أحياء في مدينة الكوت العراقية الجنوبية يوم الثلاثاء.وذكرت المصادر أن ميليشيا جيش المهدي سيطرت على أحياء الجهاد والشهداء والزهراء والشرقية والحاوي في المدينة التي تضم إجمالي 18 حيا.

وصرح مصدر اعلامي في المدينة بأن كان بامكانه سماع دوي انفجارات واطلاق نيران. وتحلق طائرات حربية أمريكية فوق المدينة.وأضاف أن بين ثمانية وعشرة من رجال الشرطة أصيبوا في الاشتباكات في بلدة العزيزية شمالي الكوت.وفي السماوة فرضت الشرطة حظر تجول بعد أن ظهر مقاتلون من جيش المهدي في الشوارع.

ودعا الصدر الى تنظيم اعتصامات في شتى أنحاء البلاد يوم الثلاثاء احتجاجا على ما وصفها بالهجمات على أتباع الصدر .

هذا ولم يسمح لوسائل الاعلام من التحرك بشكل يسمح لهم بنقل تفاصيل الاحداث الجارية للراي العام . ويتخوف رجال الصحافة من تعرضهم للتصفية والخطف بعد ان حذرت الحكومة والاجهزة الامنية التابعة لها في الايام الثلاث الماضية من تحرك الصحفيين بيسر.

وعزت ذلك الى انها غير قادرة على توفير الحماية اللازمة للصحافيين لكن تحذيرات خاصة صدرت من السلطات المحلية بمدن الجنوب للصحفيين بعدم نقل الاحداث لوسائل الاعلام التي يعملون لصالحها